حكم استعمال الصائم للإبرة (الحقنة)([1])
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فيحتاج بعض الصائمين المرضى لاستعمال الإبرة (الحقنة)، ويتسائل كثير منهم عن مدى تأثيرها على الصيام، والذي عليه أغلب العلماء المعاصرين أن الإبر تنقسم إلى قسمين:
الأول: الإبر المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب، كإبرة الجلوكوز ونحوها، فإنها تفطر الصائم؛ لأنها بمنزلة الأكل والشرب، ولذلك الجسم يبقى متغذيا على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها، والشريعة لا تفرق بين متماثلين، بل تجعل للشيء حكم نظيره.
الثاني: الإبر غير المغذية التي لا يُستغنى بها عن الطعام والشراب، فلا تفطر الصائم سواء تناولها عن طريق الجلد أو العضل أو الوريد لأنها ليست أكلا ولا شربا ولا بمعناهما، ولأن الأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده.
ومن أمثلة الإبر غير المغذية: الإبر العلاجية كالبنسلين لخفض الحرارة، والأنسولين لتنظيم السكر، أو إبر تنشيط الجسم وتقويته، أو إبر التطعيم، أو إبر التخدير، أو إبر الاختبار ( التي تبين وجود حساسية فيه من دواء معين؟).
([1]) انظر: فتاوى محمد بن إبراهيم (4/189)، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (15/257-258)، فتاوى نور على الدرب (16/222-225)، مجالس رمضان ص (66)، مجموع فتاوى محمد العثيمين (19/213-221)، فتاوى اللجنة الدائمة (10/ 251-253)، قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي رقم 93 (1/10)، مفطرات الصيام المعاصرة للدكتور أحمد الخليل ص (65-68).