تنبيه أهل الصيام على أخطاء متعلقة بصلاة القيام

صورة لمشاركة المدونة تنبيه أهل الصيام على أخطاء متعلقة بصلاة القيام
بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيه أهل الصيام على أخطاء متعلقة بصلاة القيام

الحمد لله الكريم المنَّان، هيأ لعباده أسباب الطاعة والقربان، وفرض عليهم الصيَّام فجعله من أخصِّ أبواب الغفران، وشرع القيام فجعله من أوثق دلائل الإيمان، له الحمد على العطاء والامتنان، والصلاة والسلام على من سبقت له الحسنى فلم تقعده عن الشكران، فتابع الصلاة بالصيام والإيمان بالإحسان، فصام النهار وقام الليل حتى تورمت منه القدمان، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه ما تتابع الملوان، وسلَّم تسليما كثيرا.

أما بعد: فإنَّ من أعظم العبادات، وأجل القربات، إتباع صيام نهار رمضان بقيام ليله، وموالاة سعي النهار بسعي الليل، ونظرًا لحرص كثير من المسلمين على اغتنام فضائل رمضان، وارتشاف نسائم شهر الإحسان، مع جهل بما يخلُّ بمقصود هذه العبادات، ويناقض ما شرعت له من رب الأرض والسماوات، استعنت بالله في التنبيه على جملة من الأخطاء والمخالفات التي يقع فيها القائمون في ليالي رمضان، وسميته: تنبيه أهل الصيام على أخطاء متعلقة بصلاة القيام، والله أسأل أن يتقبل مني هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه نافعًا لخلقه.

فأقول مستعينا بالله: إن من الأخطاء والمخالفات التي يقع فيها القائمون في رمضان ما يلي:

1- المداومة على القيام منفردا في البيت وترك شهودها في جماعة المسلمين؛ لأن أداءها جماعة في رمضان خاصة سنَّة، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من ذلك أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي ففعلت فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى العشاء الآخرة قالت: فاجتمع إليه من في المسجد فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم..."الحديث. أخرجه أحمد، وصححه الألباني.

قال أهل العلم: هذا الحديث فيه دلالة ظاهرة على مشروعيَّة قيام الليل جماعة وأنه سنة نبويَّة، وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أمره خشية أن تفرض على أمته صلاة الليل كما في آخر الحديث.

2- عدم إكمال القيام خلف الإمام حتى ينتهي؛ لأنه بفعله هذا حرم نفسه ثواب قيام ليلة كاملة؛ لحديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة". أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.

3- مواصلة الإمام قراءته للقرآن في الصلوات المفروضة حتى يتمكن من ختم القرآن. وكذلك مواصلته للقراءة خارج الصلاة، لعدم وجود الدليل عليها.

4- حمل المأموم المصحف في صلاة الليل دون حاجة لذلك، كالفتح على الإمام؛ لأنه بذلك يضيع سننا كثيرة.

5- زعم طلب الخشوع بإطفاء أنوار المسجد أو التقليل منها.

6- المداومة على إلقاء المواعظ أثناء صلاة التراويح، دون الحاجة إلى ذلك كالتنبيه على أمر مهم. ولا بأس بأن تكون الموعظة بعد الانتهاء من القيام.

7- رفع الصوت بالبكاء والتكلف في ذلك، إذ إنَّه مدخل من مداخل الرياء، كما أنه قد يشوش على المصلين.

8- تفويت الجماعة الأولى لصلاة العشاء، لكي يدرك صلاة التراويح في مسجد آخر.

9- الاهتمام بالتراويح ونوافل القيام، مع التفريط في أداء الفرائض في الجماعة.

10- استعجال التراويح وإقامتها في المساجد قبل إعلان دخول الشهر؛ لأن سنية الجماعة في صلاة القيام خاصة برمضان.

11- تتبع المساجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ليصل الرجل في المسجد الذي يليه، ولا يتبع المساجد". أخرجه الطبراني في الأوسط، وجَّود إسناده الألباني.

12- تصوير وبثُّ صلاة القيام، فتظهر صلاة الإمام ودعاؤه وبكاؤه وكثرة الناس خلفه، وهذا فيه من المفاسد: إشغال المصلين، وفتح لباب الرياء والشهرة.

13-استخدام مكبرات الصوت المشتملة على صدى في الصلاة، فهي تتسبَّبُ في زيادة حرف أو أكثر في القرآن، وهذا محرم.

14- تعمد بعض المأمومين عدم الدخول في الصلاة حتى يركع الإمام، وهذا فيه تفريط في إدراك القيام وقراءة الفاتحة وغيرها من القرآن، وحرمان من خير عظيم.

15- استئجار القراء للقراءة في صلاة القيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اقرأوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه". أخرجه أحمد في المسند، وابن أبي شيبة في المصنف، وصححه الألباني.

16- تكلُّف تقليد بعض الأئمة لمشاهير القراء؛ ففيه تنطُّعٌ وإلهاءٌ للمصلين بمجرد الصوت.

17- الدخول في صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة، مع ترك سنة العشاء.

18- عدم الالتزام بألفاظ دعاء القنوت الواردة في السنَّة وإضافة بعض الألفاظ عليها دون سندٍ كقول بعضهم: (واصرف عنا برحمتك) بعد قوله: (وَقنا)، وقول: (بالحق) بعد قوله: تقضي، ونحو ذلك من الإضافات غير الثابتة في قنوته صلى الله عليه وسلم الوارد في السنن الصحيحة.

19- رفع البصر إلى السماء أثناء الدعاء.

20- المبالغة في رفع اليدين في الدعاء، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعله إلا في الاستسقاء.

21- السجع المتكلف في الدعاء.

22- رفع الصوت بالدعاء والتأمين، وتلحينه والتغني به وتشبيهه بالقرآن.

23- إطالة دعاء القنوت.

24- الاعتداء في ألفاظ الدعاء ومعانيه، كالتفصيل في الطلب، أو استعمال عبارات موهمة، أو الدعاء على عموم الكفار بالهلاك.

25- قول بعض المأمومين في التأمين على الدعاء: حقا، صدقا، نشهد. وهذا قد يكون مبطلا للصلاة، لأنه ليس من ألفاظ الصلاة.

26- أداء صــــلاة الــــوتـر علـــــى هيئة المغــــرب بتشهدين وتسليم واحــــــد، فهـــــذا منهـــي عنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا توتروا بثلاث تشبهوا بالمغرب" رواه ابن حبان وأبو حاتم والطحاوي، قال أهل العلم: المراد بالتشبه بالمغرب أن يجعله بتشهدين، وأما أداؤها على هيئة المغرب بتشهد وتسليم واحد فقد وردت به السنة؛ لحديث أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

         والحمد لله رب العالمين

                                                                جمعها/ حمد بن محمد الهاجري



visibility 1548 مشاهدة
visibility 1548 مشاهدة

هل كان المقال مفيد؟

logintoaddcomment

ملخص أحكام طهارة المريض وصلاته
15 فبراير 2024
من أراد الطهارة وكان في بعض أعضاء الطهارة جرح فإنه يغسله بالماء إن قدر على ذلك، فإن كان الغسل بالماء يضره؛ غَسل سائر الأعضاء السليمة ومسح محل الجرح مسحاً؛
ملخص أحكام صلاة الاستسقاء
15 فبراير 2024
الاستسقاء: استفعال؛ من السقيا. وصلاة الاستسقاء: هي الصلاة لأجل الدعاء بطلب السقيا، على صفة مخصوصة.
فضل الصلاة وخطر التهاون بها
15 فبراير 2024
الصلاة أهم أَركان الإسلام بعد الشهادتين، أمر الله -تعالى- بالمحافظة عَليها في كلِّ حال حضرا وسفرا، سِلما وحربا، صِحة ومرضا، وهي من آخر وصايا رسول اللهِ ﷺ لأمته