الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فبمناسبة اقتراب عيد الفطر السعيد؛ أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالسعادة والعزة والخير والبركات والمجد والتمكين؛ أُذَكِّر إخواني المسلمين بجملة مِنْ سنن العيد:
أولاً: التكبير المطلق (أي غير المقيد بأدبار الصلوات المفروضة)؛ فيكبر جهرًا بكل أحواله ابتداءً من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى آخر وقت صلاة العيد؛ لقوله تعالى: ﴿ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾ [البقرة:185] وصِيغة التكبير الثابتة عن الصحابة:
1- عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، واللّه أكبر الله أكبر ولله، الحمد» [مصنف ابن أبي شيبة برقم: (5633) وحسنه في إرواء الغليل (3/125)].
2- عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا» [السنن الكبرى للبيهقي برقم: (6280): وحسنه في إرواء الغليل (3/125)].
ثانيًا: الاغتسال لصلاة العيد والتطيب؛ لأثر ابن عمر رضي الله عنه: «كان يغتسل ويتطيب يوم الفطر». [عبدالرزاق برقم: (5779)].
ثالثًا: التجمّل ولبس أحسن الثياب؛ لحديث ابن عباس -رضي الله عنه- «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس يوم العيد بردة حمراء» [الطبراني في الأوسط برقم: (7609)؛ وقال الألباني في السلسة الصحيحة (3/274): إسناده جيد].
أما النساء فيبتعدن عن التجمل والتطيب إذا خرجن؛ لأنهن منهيات عن ذلك.
رابعًا: أكل تمرات وترًا قبل الخروج إلى صلاة العيد؛ مبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى بقطع الصوم؛ لحديث أنس-رضي الله عنه-: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا» [البخاري (986)].
خامسًا: الخروج مشيًا إلى المصلى؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنه-: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى العيد ماشيًا ويرجع ماشيًا» [ابن ماجه برقم: (1295)، وصححه الألباني في الإرواء (3/103)].
سادسًا: مخالفة الطريق ذهابًا وإيابًا؛ فيذهب إلى صلاة العيد من طريق؛ ويرجع من طريق آخر؛ تكثيرًا للخير، وإظهارًا للشعائر؛ لحديث جابر -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق» [البخاري برقم: (986)].
سابعًا: أداء صلاة العيد في المصلى؛ لما فيه من كثرة الاجتماع وتوحيد الكلمة، وإظهار شعائر الإسلام، وإرهاب العدو؛ لحديث أبي سعيد: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى» [البخاري برقم: (956)].
ثامنًا: خروج جميع النساء -بما في ذلك العواتق والحيض وذوات الخدور- بغير زينة ولا طيب إلى المصلى؛ لشهود الخير وسماع الذكر؛ لحديث أم عطية رضي الله عنها: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة؛ ويشهدن الخير؛ ودعوة المسلمين؛ قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب! قال: لتلبسها أختها من جلبابها» [متفق عليه].
تاسعًا: التهنئة بالعيد مباحة؛ وقد صح بإسناد حسن عن جبير بن نفير، قال: «كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل اللّه منا ومنك» [فتح الباري (2/446)، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (24/138)].
عاشرًا: صلة الأرحام، وعيادة المريض، وزيارة الأقارب والأصحاب، وترك القطيعة والهجران؛ وتفقد المساكين والأيتام والفقراء.
حادي عشر: إظهار المرح وإدخال السرور واللهو المباح في العيد؛ لقول عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله إذا التقوا في يوم عيد، فاطلعت من فوق عاتقه؛ فطأطأ لي منكبيه؛ فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت» [متفق عليه].
يسن في عيد الفطر عدة أمور، منها:
1- التكبير المطلق (أي غير المقيد بأدبار الصلوات المفروضة) يكبر على كل أحواله من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد.
2- الغسل قبل الخروج إلى صلاة العيد.
3- التطيب ولبس أجمل الثياب، إلا أن المرأة تبتعد عن ذلك إذا كانت ستخرج من البيت، لأنها منهية عن ذلك.
4- أكل تمرات وترا قبل الخروج إلى صلاة العيد.
5- الخروج إلى صلاة العيد ماشيا.
6- مخالفة الطريق، فيذهب إلى صلاة العيد من طريق ويرجع من أخرى.
7- أداء صلاة العيد في المصلى.
8- خروج النساء والصبيان والحُيّض إلى المصلى.
9- التهنئة بالعيد مباحة.
10- إظهار الفرح وإدخال السرور واللهو المباح في العيد.