حكم التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق وأقسامه ووقته

صورة لمشاركة المدونة حكم التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق وأقسامه ووقته

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق وأقسامه ووقته

يسن التكبير في أيام عشر ذي الحجة وعيد الأضحى وأيام التشريق، والتكبير ينقسم إلى قسمين:

الأول: تكبير مطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت، ومكان يجوز ذكر الله فيه. ويجهر به الرجل، وتسر به المرأة أمام الرجال الأجانب. ويبدأ وقته في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة وهو آخر أيام التشريق، وذلك للأدلة الآتية:

1- قوله تعالى: (۞وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ) [البقرة الآية 203].

2- قوله تعالى: ( لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ) [الحج الآية 28].

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:" الأيام المعلومات أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق". رواه البخاري تعليقا مجزوما به (2/457 مع فتح الباري).

3- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". أخرجه أحمد في المسند (10/296) والطبراني في الدعاء ــ ص(272) والبيهقي في الدعوات الكبير (2/155).

4- أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". أخرجه البخاري تعليقاً مجزوما به كما في الفتح (2/457)، ورواه موصولاً الفاكهي في أخبار مكة (1013)، وقال محققه ابن دهيش: إسناده حسن.

الثاني: تكبير مقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات، ويبدأ وقته من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق؛ وذلك للأدلة الآتية:

1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" أنه كان يكبر دبر صلاة الغداة من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق". رواه ابن المنذر في الأوسط (2200)، والبيهقي (6496).

2- عن ابن عمر رضي الله عنهما:" أنه كان يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فِراشِه، وفي فسطاطه ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا". رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم قبل حديث (970)، ورواه موصولا ابن المنذر في الأوسط (4/344).

3- قال النووي في المجموع (5/32):" وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة".

والصحيح أن التكبير المقيد يستحب للرجال والنساء بعد الصلوات المفروضة سواء صلى في جماعة، أو منفردا. فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال:" اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" بدأ بالتكبير.

صيغة التكبير:

لا تلزم في التكبير صيغة معينة، بل الأمر في ذلك واسع، وأفضل صيغهِ ما أُثر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:" أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". رواه ابن أبي شيبة (5651)، وصححه الألباني في الإرواء (3/125).

وقد هُجِر التكبير في هذا الزمان - خاصة في أول العشر-  فلا تكاد تسمعه إلا نادرًا، فلنحرص على العمل به في مواضعه لإحياء السنة وتذكير الغافلين.

وينبغي أن يكبر كل واحد بمفرده، وأما التكبير الجماعي بصوت واحد أو يكبر شخص ثم ترد المجموعة خلفه فلا يجوز لعدم ورود ذلك في الشريعة، والعبادات توقيفية مبناها على الاتباع لا على الابتداع.



visibility 5237 مشاهدة
visibility 5237 مشاهدة

هل كان المقال مفيد؟

logintoaddcomment

ملخص أحكام طهارة المريض وصلاته
15 فبراير 2024
من أراد الطهارة وكان في بعض أعضاء الطهارة جرح فإنه يغسله بالماء إن قدر على ذلك، فإن كان الغسل بالماء يضره؛ غَسل سائر الأعضاء السليمة ومسح محل الجرح مسحاً؛
ملخص أحكام صلاة الاستسقاء
15 فبراير 2024
الاستسقاء: استفعال؛ من السقيا. وصلاة الاستسقاء: هي الصلاة لأجل الدعاء بطلب السقيا، على صفة مخصوصة.
فضل الصلاة وخطر التهاون بها
15 فبراير 2024
الصلاة أهم أَركان الإسلام بعد الشهادتين، أمر الله -تعالى- بالمحافظة عَليها في كلِّ حال حضرا وسفرا، سِلما وحربا، صِحة ومرضا، وهي من آخر وصايا رسول اللهِ ﷺ لأمته