وإنَّ إعانةَ طالب العلم على مواصلة تَعَلُّمه؛ من أهم ما ينبغي أن يُنفَق عليه، ولو أن شخصًا وفقه الله فقام بكفالة طالب علم، فنرجو أن ينال مثل أجره؛ بسبب تجهيزه له ودلالته عليه وإعانته فيه، وقد قال النبي ﷺ : «الدال على الخير كفاعله»، وقال أيضًا: «من دعا إلى هُدًى، كان له من الأجر مثلُ أجور مَن تبعه، لا يَنقُص ذلك من أجورهم شيئًا»، وقال أيضًا: «مَن جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا».
قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -
(ويؤخذ من هذا المثال، مثال الغازي: أن كل من أعان شخصًا في طاعة، فله مثل أجره، فإذا أعنتَ طالب علم في شراء الكتب له، أو تأمين السكن، أو النفقة، أو ما أشبه ذلك، فإن لك أجرًا مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئًا).
هذا ونؤكد على أهمية اعتناء الأمة بإعانة طلاب العلم وكفالتهم؛ لأن المشتغل بدراسة العلم الشرعي قائم عنهم بفرض من أهم الفروض الكفائية.
قال سفيان الثوري - رحمه الله-:
(لا أعلمُ من العبادة شيئًا أفضلَ من أن يُعَلَّمَ الناسُ العلم).