من أفضل أبواب الوقف والصدقات الجارية، وأعظمها أجرًا، وأَكثرها نفعًا؛ بناء المساجد.
وإن العناية بالمساجد -ابتداءً من إنشائها وصيانتها، ثم تعاهدها بما يلزم لعمارتها-؛ كل ذلك من أوصاف المؤمنين، ومن سمات الصالحين، فهنيئًا لكل من ساهم في بناء المساجد التي يُتَعَبَّد فيها لله عز وجل بالصلاة والاعتكاف وقراءة القرآن وتَعَلُّم العلم، فله مثل أجورهم.
ولقد رغَّب الإسلام في بناء المساجد، وحث على عمارتها، وجعل ذلك علامة على صدق الإيمان، ولِمَ لا وهي أحب بقاع الأرض إلى الله تعالى، ومنها ينبعث الخير، وفيها تحل السكينة، وتنتشر الرحمة، ويُبَثُّ العلم، ويُتلى القرآن، ويجتمع المسلمون على الخير.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْممُهْتَدِينَ﴾. [التوبة: 18]
وقال سبحانه: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [النور: 36].
وقال رسول الله ﷺ: «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله عز وجل؛ بنى الله له بيتًا في الجنة». [متفق عليه]
وقال رسول الله ﷺ: «إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته.. مسجدًا بناهُ». [صحيح الجامع (2231)]